الجمعة، 29 مايو 2009

ماهي اللوحة الفنية ؟؟؟

ماهية اللوحة الفنية ؟؟؟؟
اللوحة الفنية التشكيلية -اصطلاحاً- هي كل مساحة مسطحة رسمت فيها يد الفنان خطوطاً وأشكالاً وسكبت فيها روحهوعواطفه ألواناً وضمنّها عقله قيماً وأفكاراً وأهدافاً. تتحدث مع المتذوقين بلغة العيون والأبصار. مترجمة لهم أحاسيسالفنان ومشاعره ورؤاه في فترة زمنية معينة. فهي نتاج عمل عقلي وعاطفي مشترك ومتماسك. كل منهما محرّض للآخرومكمل له في حركة كروية دؤوبة. فهي ليست نتاج عمل عاطفي بحت، ولا نتاج عمل عقلاني بحت.. لأن الفن عصارةعمل حضاري. والحضارة لا تقوم بالعاطفة وحدها، ولا بالعقل وحده. بل هي نتاج انصهار الإثنين معاً في بوتقة الإنسانالمبدع الخلاّق.مقومات اللوحة لكل لوحة فنية تشكيلية أيّاً كان انتماؤها المدرسي،، شكل ومضمون.أولا: الشكل في اللوحة الفنية التشكيلية:يتكون الشكل في أي لوحة تشكيلية من مجموعة مفردات وعناصر متكاملة ومترابطة،، هي:أ- مساحة فارغة محاطة بإطار عام يحدد شكلها الخارجي أبعادها ونسبها.ب - مجموعة الخطوط المتعانقة والمتشابكة والمتقاطعة المرسومة في هذا الفراغ.جـ - مجموعة الأشكال والتكوينات التي تخلقها هذه الخطوط والفراغات المحيطة بها.د - مجموعة الألوان المفروشة على سطح هذا الفراغ.هذه بشكل عام عناصر الشكل في اللوحة الفنية التشكيلية أيّاً كانت المدرسة التي تنتمي إليها. ما عدا بعض الأعمالالتي حاول بعض الفنانين إضافة مواد جديدة عليها مأخوذة من الورق أو القماش أو سطوح جذوع بعض الأشجار أوالنباتات المجففة أو الحشرات المصبرة. ولصقها على سطح اللوحة وهي ما تسمى بطريقة القص واللصق (الكولاّج)..يعتبر اختيار هذه العناصر بشكل دقيق ومدروس وواع واتقان توظيفها بما يخدم مضمون اللوحة، أهم ركيزة في بناءاللوحة الفنية التشكيلية وخلقها. لأن لكل عنصر من هذه العناصر المتقدمة وظيفته الجمالية والتعبيرية والعلمية والرمزية.وكلما أدرك المتذوق ذلك واستوعبه وتشرّبه تبدّت له جماليات هذه اللوحة وروعتها. أو تبدّى له قبحها ورداءتها وانحطاطمستواها.أ- المساحة الفارغة والشكل الخارجي العام:لكل لوحة نسبها وأبعادها وشكلها الخارجي العام. فمنها المستطيلة والمربعة والمستديرة، ومنها الكبيرة والصغيرة،ولكل شكل من هذه الأشكال الموضوع الذي يناسبه ويتلاءم معه. وعلى سبيل المثال،، إن اللوحات التي تعبّر عنالطبيعة الخلوية البحرية تختلف نسبها وأبعادها عن اللوحات التي تمثل الطبيعة الصامتة أو تلك التي تعبّر عن الصورالشخصية (البورتريه) أو تلك التي تعبّر عن الملاحم والبطولة. وكلما استشعر المتذوق الانسجام التام والتوافقبين المفردات والصيغ المرسومة داخل هذا الفراغ والمساحة الإجمالية لهذا الفراغ، شعر بالمتعة والألفة لما يشاهد.والعكس صحيح،، وهذا يتطلب التدريب المستمر للعين بإعتبارها الحاسّة التي نرتشف بواسطتها الملامح الجماليةللأشكال المرئية. سعياً للارتقاء بعملية التذوق، وعلى سبيل المثال أيضاً: يستطيع المشاهد الذوّاقة أن يحكم من النظرةالأولى على أثاث غرفة بأنه غير منسجم مع مساحة هذه الغرفة وفراغها -رغم فخامة هذا الأثاث وجماله- في حين ينبهرمشاهد آخر بفخامة هذا الأثاث وجماله دون أن يفطن إلى عدم انسجامه مع مساحة الغرفة وفراغها لافتقار هذا المشاهدإلى العين المدرّبة وحس التذوق العام.ب - مجموعة الخطوط المتعانقة والمتقاطعة والمتوازية المرسومة داخل هذا الفراغ:لكل خط من الخطوط دلالاته وإيحاءاته وقيمه الجمالية والتعبيرية: فالخط المنكسر يوحي بالحدّة والصرامة والقسوةوالشدة. بينما يوحي الخط المنحني بالليونة والطراوة والوداعة والمرونة. والخط المستقيم يوحي بالرسوخ والثباتوالاستقرار والاستقامة. بينما يوحي الخط الحلزوني بالحركة والإنعتاق والإتساع والتسامي والحرية. وكلما أدركالمتذوق هذه الدلالات والإيحاءات والقيم الجمالية والتعبيرية لتلك الخطوط كان أكثر قرباً من اللوحة وأكثر قدرة علىالدخول إلى عوالمها. وعلى سبيل المثال،، تبدو الزهور أكثر جمالاً وفتنة عندما نؤطرها بالخطوط اللينة بينما تبدوالصخور أكثر صلابة وقسوة وشدة عندما نحيطها بالخطوط المنكسرة.والمشاهد الذوّاقة هو الذي يحاول التحاور مع مفردات اللوحة وعناصرها ويلاحظ مدى الانسجام والتوافق بين خطوطهاوأشكالها وألوانها وموضوعها -ليصل إلى حالة من حالات النشوة والانبهار.جـ - مجموعة الأشكال والتكوينات التي تخلقها هذه الخطوط والفراغات المحيطة بها:يحاول كل فنان تشكيلي أن يوظف الخطوط والفراغات المحيطة بها ليخلق منها أشكالاً هندسية أو نباتية أو حيوانيةأو آدمية أو طبيعية أو تجريدية أو مزيجاً من بعض هذا وذاك، أو من كل هذا وذاك. ليصل بالنتيجة إلى مجموعة منالتكوينات المعمارية والبنائية الموزعة في أرجاء اللوحة وكل فنان تشكيلي مهما كان انتماؤه المدرسي يحاول جاهداًالمحافظة على التوازن في توزيع هذه التكوينات المعمارية والبنائية في أرجاء اللوحة. فلا تكون كثيفة جداً في زاويةمن زوايا اللوحة، بينما تخلو بقية أرجاء اللوحة منها. ولا يبعثرها في أرجاء اللوحة كيفما اتفق. بل يحاول أيضاً الربطبين هذه التكوينات المعمارية بشكل فني ومدروس لتبدو لعين المشاهد كتلة واحدة يشد بعضها بعضاً. كما يحاول أنيخلق من هذا التوزيع نوعاً من أنواع الإيقاع الحركي الذي يأسر عين المشاهد ويجعلها تنتقل من شكل لآخر بلهفةوشوق ونشوة. دون أن يتطرق إليها السأم والملل. مبتعداً ما أمكن عن التناظر والتماثل. الذي يفقد العمل الفني بهجتهوسحره.المتذوق المتابع لتطوّر الفنون الجميلة عبر مسيرتها الطويلة وما طرأ عليها من إضافات وإبداعات، وقفزات يستطيعبحسّه السليم وعينه المدرّبة، إدراك المضامين الجمالية والتعبيرية والفكرية التي حاول الفنان تجسيدها في اللوحةوارتشافها وتذوّقها.وعلى سبيل المثال،، يستطيع المستمع الذوّاقة -صاحب الأذن المدرّبة- إدراك عبقرية العازف المبدع وهو ينتقل مننغم إلى نغم، ومن مقام إلى آخر بسلامة وعذوبة وبراعة منتشياً معه محلقاً في عوالم الموسيقى. حتى ولو لم يكن هذاالمستمع يجيد العزف أو قراءة النوتة الموسيقية.وكما أننا نستطيع تدريب الأذن على السماع والإرتقاء بها من النغم البسيط ذي الرتم الواحد إلى الأنغام والألحانالمعقدة والمتداخلة وصولاً إلى السوناتة والسمفونية. كذلك يستطيع المشاهد الذوّاقة تدريب عينه على مشاهدةاللوحات الحديثة واكتشاف مواضع الجمال والإبداع فيها -إن وجدت- عن طريق المواظبة على حضور المعارضالفنية التشيكلية والإحتكاك المستمر بالفنانين ومحاورتهم والاطلاع على الجديد في عالم الكتب الفنية.د - مجموعة الألوان المفروشة على سطح هذا الفراغ:الألوان: عالم غني، ساحر، واسع، فسيح الأرجاء، ثرّ الدلالات،،، عظيم القدرة التعبيرية منها المنسجم المتناغم،ومنها المتنافر المتباين،، منها الحار، ومنها البارد.. منها ذو الشخصية القوية الطاغية، ومنها الحيادي الهادئ الوادع.ولكل منها رمزه ودلالته وقوته التعبيرية،، فالأبيض: رمز النقاء والطهر والعفاف والبراءة. والأحمر رمز الثورةوالعنف والدم والحرارة والعواطف الجيّاشة. والأخضر رمز الخصب والغنى والأمل والسعادة. والأصفر: رمزالمرض والكراهية والحقد والنبل والنور... إلخ.والضوء هو مصدر الألوان،، توجد بوجوده وتختفي باختفائه. ولذا فقد انبهر الانطباعيون بالضوء خاصة بعدانتشار نظرية العالم اسحاق نيوتن حول تحليل ضوء الشمس واكتشاف ألوان الطيف، وبلغ عشقهم له حدّاً كبيراًلدرجة أن روّادهم صاغوا معظم أعمالهم الفنية على شكل رعشات ضوئية لونية متناثرة في أرجاء اللوحة. وحداالاعجاب بالضوء بعضهم على تصوير الموضوع الواحد عدة مرات وفي فترات مختلفة من النهار، لإظهار اختلافالرعشات اللونية والضوئية بين فترة وأخرى ومدى تأثيرها على أحاسيس الفنان ومشاعره وعواطفه ورؤاه.والإنسان مذ وجد على سطح هذا الكوكب مفتون بالألوان تسحره وتستهويه. ولذا كان يلجأ إلى تزيين وجهه وجسدهبها، ثم تطور فأخذ يزيّن ملابسه وأسلحته وأثاث منزله ومنزله بها.ومازالت نساء هذا العصر يلجأن إلى مساحيق الألوان لتبديل ألوان بشراتهن وشعورهن وأظفارهن وملابسهن بقصدإضفاء الجمال والفتنة عليهن. ولا نكاد نرى شيئاً في هذا العالم يخلو من عنصر اللون، ولذا فإن لعنصر اللون الدورالأكبر في بناء اللوحة الفنية التشكيلية لما يحمله من شحنات نفسية وقيم جمالية وقدرة تعبيرية ورمزية وتأثير مباشرعلى بصر المشاهد المتلقي ونفسه ووجدانه. والمتلقي الذوّاقة يحتاج إلى تدريب عينيه على كل ذلك وتثقيف نفسه بكلجديد حول الألوان وما تتضمنه من قيم.. ومن الناس مَن يعتقد أن هناك ألواناً جميلة وأخرى غير جميلة. والحقيقة بخلافذلك، فكل الألوان جميلة وممتعة عندما توضع في الأماكن المناسبة لها. وكلها تبدو غير جميلة عندما توضع في غير ذلك.وعلى سبيل المثال: اللون الأسود جميل جداً على العباءة السوداء والشعر الأسود والعينين الحوراوين، ولكنه قبيح جداًعندما نطلي داخل غرفة الجلوس باللون الأسود. أو نطلي مبنى كاملا باللون الأسود. دون أن نحرّك هذا اللون ونخففمن عتمته وكآبته بألوان أخرى أكثر زهواً. والمشاهد المواظب على زيارة المتاحف ومعارض الفنون الجميلة يستطيعأن يرتقي بذوقه صعوداً حتى يصل إلى حالة من حالات النشوة والمتعة في ارتشاف الألوان وتذوّقها.

هناك 5 تعليقات:

  1. معلومات جيدة استفدت منها ,شكراا لكم على هذا المجهود المبذول اتمنى لكم المزيد من النجاح

    ردحذف
  2. Why are casinos so popular? - Goyang FC
    Why are casino slots ibet789sportsbettingasianhandicap so popular? Casino Slots have become 파라오 사이트 the go-to 장원도메인 place for table 강인경 마루에몽 games that are just a few of the most popular 검증 사이트 options.

    ردحذف